الخميس، أغسطس ٢٥، ٢٠٠٥

يا قصيدة ارمي حبالك وانشليني - تميم البرغوثي


يا قصيدةْ اْرمي حبالك وانشليني
يا حمامةْ بيضاْ فوق جناْحاتْها عالجنبينْ هلالَ اْحمرْ
وشايلة حبال تِلِفّ الكوكب البشري كإنه خُضار من البلكونة بتشِدُّه
وبياع الخضار ماسك ف إيده صَكَّ واهْبَة فيه حياتها ليهْ
تمن للأرض والخلق اللي فيها
تْشِدِّ في سَبَتِ الخضار ويشدِّ فيهْ
إرميه
بدال ما يشدَّكِ البياع لِعَنْدُه
كبَّري مخك سيبيهْ
واوعي، تسيبيني
يا قصيدة ارمي حبالك وانشليني

وانشليني زي نَشَّال المواصلة الزحمة،
بالكلمة أو البسمة،
ولاغي الدنيا والهيها
وسهيها
وخديني من جيوبها الورانية الضيقة الضلمة
وحطيني ف إيديك واجري في أول محطة
وطيري بيا في الشوارع
واضحكي لما الأمم تلهث وراكي
بس خليني معاكي
واحفظيني
يا قصيدة ارمي حبالك وانشليني

وانشليني من بحور مش هايجة خالص،
من بحور اسمنت أو من جَوَّ مِتْحَنَّطْ،
مَاكِتَّ نْجُومُه مِتْفَنَّطْ
كما الدومينو وزهر الطاولة،
غرقان، مش بقى في شبر مية زي ما بيقولوا، إنما غرقان في تفل الشاي
في نقطة مية نازلة من مكيف في قفا موظف بكرش اصلع بيحمد ربنا برضه
فِ دمعة عينيْ من ثلاثين سنة فْ عيني،
بقى وصولها لخدي معضلة عايزالها تسعين دولة ومعونة ومجلس أمن،
غرقانْ يا قصيدة في سكوتي وفي كلامي،
في حروبي مع زُرار كُمِّي
وسلامي عللي نفسي يموت ببطء قوي أمامي
مال ميزاني يا قصيدة فاوزنيني
يا قصيدة ارمي حبالك وانشليني

وانشليني، هاقلب التاريخ كإنه ساعة رملية واصيح:
شيلي هلالكْ واتبعيني
أصلُه في الأيام ديْ باتوا بيصلبوا الناس عَ الأهلة،
تكنولوجيا!
والبني آدم كمان بَقَىْ جسمه ممكن يِتْعِوِجْ أسهل كإنه جنين،
إذا ثَبِّتُّه يبقى هْلال،
وَاْنَاْ يا قصيدة راضي إنيْ أموت على هْلالِكْ
على القفلة في موَّالِكْ
على بسمِةْ مُجامْلَة لو سألت ازَّيَّ أحوالِكْ
وأرضيْ أموت، بلا قافية، عشان العيشة زي الخمسة صاغ
شغلتها بس ترخص الهرم اللي منقوش فوقها،
يا صرَّاف يا متحنتف با قول لك إيه بقى، ماتخليهالك، مش عايزها،
ويا قصيدة لولا إني مِسْتَعَرَّ من الحياةْ كنتَ ادِّيْهالِكْ
والنَّبي شيلي هلالك واتبعيني
أو تكوني انتي هلالي واتبعِكْ
يا عاليةْ جداً في السما وبتغمزيلي أَوَقَّعِكْ
تعبان انا المرَّة ديْ وحياتِكْ يا غالْية وقَّعيني
يا قصيدة وارفعيني أرفَعِكْ
راضي أموت لكن مَعِكْ
وان كنت يا عالية بَاخَرَّف في الكلامْ، صبرِكْ عَلَيَّا واسْمَعِيني
يا قصيدة اسْتَحمِليني
ياقصيدة ارمي حبالك وانشليني

واذكري مرَّة جَمَايْلي يا قصيدة
ولما اموت،
هاتي قَدُوم سِنُّه رقيق، وبحق ما كَتَبْتِكْ بذمَّة
ابقي سَمِّي يا قصيدة واكتبيني...

الاثنين، أغسطس ١٥، ٢٠٠٥

جغرافيا بديلة - إيمان مرسال



لماذا جاءت إلي البلاد الجديدة؟ هذه المومياء: موضوع الفرجة
ترقد بزينتها في كتان رمادي: حياة متخيلة في فترينة متحف.
أظن أن التحنيط مسألة ضد الخلود
لأن الجسد لن يكون أبدأ جزءا من وردة
المومياء لم تختر هجرتها بينما هؤلاء الذين انتظروا طويلا في طوابيرالسفارات
وبنوا بيوتا في بلادي أخري يحلمون بالعودة عندما يصبحون جثثا
يجب أن تحملونا إلي هناك­ هكذا يتركون الوصايا في أعناق أولادهم­
كأن الموت هوية ناقصة
لا تكتمل إلا في مقبرة الأسرة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

هنا أيضا أشجار خضراء تقف تحت ضغط الثلج وأنهارلا يتعانق بجانبها عشاق خلسة،
بل يجري بموازاتها رياضيون مع كلابهم في صباح الأحد، دون أن ينتبهوا للمياة التي
تجمدت من الوحدة. ومهاجرون لم يتدربوا علي محبة الطبيعة ولكنهم يصدقون أن نسبة
التلوث أقل وأن بامكانهم إطالة أعمارهم بمضغ الأوكسجين قبل النوم عبر كبسولات هوائية
__
تجدون بقية تلك القطعة الرائعة في آخر عدد من أخبار الأدب http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/630/0700.html

الجمعة، أغسطس ١٢، ٢٠٠٥

خالي بهاء جاهين - أحمد حداد


كتب أحمد حداد القصيدة التالية بعد أن أعطاه بهاء جاهين أول درس في أوزان الشعر
__

خالي بهاء جاهين
خالي اسماعيل يس
خالي صلاح الدين
خالي خالو بهاء

ريحته سجاير وساعات بن
مُستفعلاتُن مُستفعلُن
شاعر فصيح على ما أظن
الشعر عنده دايماً داء

سلام عليه وعلى جلاليبه
سجايره دي ساكنة في جيبه
كرشه الكبير ده مش عيبه
بل هو ده شكل الشعراء

ده ابن بابا نويل الابيض
من المصايف بقى أسمر
شعره حبيب قلمه الأسود
قلمه حبيب ورقه الأصفر

يغيب في بنها وييجي في بولاق
في النزهة إسمه الحاج بهاء